قادة الدول العربية والإسلامية يدعون لإنهاء جرائم الإبادة في فلسطين ولبنان وتنفيذ القرارات الدولية

خلال قمة غير عادية عقدت في العاصمة السعودية الرياض

قادة الدول العربية والإسلامية يدعون لإنهاء جرائم الإبادة في فلسطين ولبنان وتنفيذ القرارات الدولية
جانب من القمة العربية والإسلامية في الرياض

أجمع قادة الدول العربية والإسلامية خلال قمة غير عادية عقدت في العاصمة السعودية الرياض اليوم الاثنين على رفض ما وصفوه بحرب الإبادة الإسرائيلية في فلسطين واستمرار العدوان على لبنان، مطالبين بتعزيز التضامن والتعاون لتنفيذ القرارات الدولية وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

عباس: وقف العدوان وإعادة إعمار غزة ضرورة

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن 2735 الذي ينص على وقف العدوان الإسرائيلي وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، إضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية ومنح دولة فلسطين صلاحياتها السيادية في القطاع، كما أكد عباس ضرورة مواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية لفصل غزة عن الضفة الغربية.

ميقاتي: لبنان يعاني من انتهاكات صارخة

وفي كلمة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، شدد على معاناة لبنان من اعتداءات إسرائيلية تُعد انتهاكًا للقانون الدولي، موضحًا أن العدوان تسبب في سقوط آلاف الضحايا والنازحين، داعيًا المجتمع الدولي لدعم سيادة لبنان والحفاظ على نموذجه التعددي.

دعوات لوقف التصعيد ودعم الشعب الفلسطيني

بدوره، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء، رفض بلاده القاطع للاعتداءات الإسرائيلية على غزة، ووقوف السعودية مع لبنان وحماية أراضيه. 

وأعرب عن الإدانة العميقة للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت الأراضي اللبنانية، ورفض تهديد أمن لبنان واستقراره وانتهاك سلامته الإقليمية وتهجير مواطنيه.

وجدد ولي العهد السعودي إدانة المملكة ورفضها القاطع للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وراح ضحيتها أكثر من مئة وخمسين ألفاً من الشهداء والمصابين والمفقودين معظمهم من النساء والأطفال.

وجدد تأكيد وقوف المملكة إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان لتجاوز التبعات الإنسانية الكارثية للعدوان الإسرائيلي المتواصل، ودعا المجتمع الدولي للنهوض بمسؤولياته لحفظ الأمن والسلم الدوليين بالوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية على الأشقاء في فلسطين ولبنان.

مستقبل المنطقة

من جانبه، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ضرورة وقف العدوان، محذرًا من تبعات الصراع المستمر، وأشار إلى أن «مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق، وما يحدث من عدوان غير مقبول على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، يضع النظام الدولي بأسره على المحك».

تكثيف الجهود

من جهته، قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إن «هذه الحروب يجب أن تتوقف، فوراً، لنحمي الأبرياء، ونُنهي الدمار، ونمنع دفع المنطقة نحو حرب شاملة، سيدفع الجميع ثمنها».

وطالب بتكثيف الجهود والتركيز على كسر الحصار في غزة، ووقف التصعيد في الضفة الغربية، والاعتداءات على المقدسات، إلى جانب دعم سيادة لبنان وأمنه ووقف الحرب عليه.

موقف حازم

وأكد ولي عهد الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، إدانة بلاده لإصدار السلطات الإسرائيلية تشريعات تحظر عمل وكالة أونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وطالب ولي عهد الكويت بضرورة اتخاذ موقف حازم لتنفيذ وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، مشيرًا إلى أن العدوان الإسرائيلي تمدد ليطول سيادة الجمهورية اللبنانية مستهدفا الشعب اللبناني وقوات يونيفيل في انتهاك صارخ للقوانين الدولية.

مبدأ حل الدولتين

وفي كلمته، طالب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، بضرورة ترسيخ مبدأ حل الدولتين ومنحه مزيدا من الزخم السياسي بما يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني.

وشدد العليمي على تقوية الموقف الوطني الفلسطيني وتعزيز فرص حل الدولتين يبدأ بالتضامن العربي المشترك.

حقوق مشروعة

وبدوره، ذكر الرئيس بشار الأسد، رئيس سوريا، خلال كلمته، أنه لطالما أكدنا ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.

وأشار إلى ضرورة العمل على إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في دولة مستقلة، والأولوية الحالية إيقاف المجازر الإسرائيلية والإبادة والتطهير العرقي.

حظر تصدير الأسلحة

وفي كلمته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يجب فرض حظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل وإيقاف حركة التجارة معها.

وأشار إلى أنه يجب اتخاذ إجراءات فورية ضد مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية في فلسطين على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مضيفًا أنه يجب إيجاد حلول عاجلة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وقف فوري للعمليات العسكرية

وقال الرئيس شوكت ميرضيايف، رئيس جمهورية أوزبكستان، خلال كلمته بالقمة، إن نيران الحرب الإسرائيلية أصبحت تغطي الأراضي اللبنانية وتسببت في وفاة آلاف الأبرياء.

وأكد تأييد بلاده لجميع المبادرات العملية الرامية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر الطرق الدبلوماسية.

وأضاف أنه يجب تنفيذ وقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة، مشددًا على أن للشعب الفلسطيني الحق الكامل في تشكيل دولة مستقلة تكون عاصمتها "القدس الشرقية".

ضعف المجتمع الدولي

وفي كلمته، أشار محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، إلى أنه “يجب اتخاذ موقف حاسم لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان ونؤكد التزامنا بإغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني”.

وأكد أن المنطقة على شفا حرب شاملة قد تؤدي إلى عواقب اقتصادية وخيمة تطول دول الإقليم. 

وأوضح أن المجتمع الدولي فشل في وقف التصعيد ومنع الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة، مضيفًا أن العدوان الإسرائيلي على غزة امتد إلى لبنان وسط عمليات تهجير مستمرة.

إبادة جماعية

وفي السياق، قال أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، إن إسرائيل فاقت حدود المنطق بسبب عمليات الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

وثمن كل الجهود لإنهاء العنف والدمار والبؤس الذي يعانيه الشعب الفلسطيني، وأوضح أن إسرائيل لا تزال تواصل انتهاك قرارات الأمم المتحدة وتعرقل الاستجابات الإنسانية، الأمر الذي يحتم اتخاذ قرار بتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة.

واستنكر استهداف إسرائيل لوكالة الأونروا بهدف منعها من أداء مهامها في خدمة اللاجئين الفلسطينيين، مضيفًا أن إسرائيل فاقت حدود المنطق بسبب عمليات الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

جامعة الدول العربية

وفي كلمته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن إسرائيل تعمل على تخريب إمكانات السلام الذي طالما طالبنا به لتعزيز الاستقرار بالمنطقة.

كما أكد أن المطلوب وقف إطلاق النار في غزة ولبنان وتنفيذ مسار لحل الدولتين، مشيرًا إلى أن قمة اليوم تحمل رسالة واضحة بأن العالم لا يستطيع أن يتحمل عواقب إدارة ظهره لهذه المقتلة المتواصلة، وعجز وسلبية المجتمع الدولي أثارا شهية قوة الاحتلال المتعطشة للدم، فانطلقت توسع دائرة النار من غزة إلى لبنان، معرضة استقرار المنطقة كلها للخطر البالغ.

وذكر أن إسرائيل ربما تحتاج من بين من تبقى من أصدقائها إلى من ينقذها من نفسها ومن أفعالها،  فانعدام المحاسبة وتغييب القانون الدولي شجعا قيادتها بكل أسف على المضي في تنفيذ مخططات لا يمكن وصفها سوى بالعبث والجنون.

منظمة التعاون الإسلامي

وفي السياق، أفاد حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي بأن «هذه القمة تنعقد في ظل استمرار جرائم العدوان العسكري الغاشم والإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، واستهدافه وجود ودور وكالة (أونروا) وقضية اللاجئين الفلسطينيين، ومحاولاتها تهجير الشعب الفلسطيني وجر المنطقة إلى حرب شاملة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».

ودعا حسين في كلمته إلى «وقف فوري وشامل لإطلاق النار في لبنان من خلال التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 1701».

الحرب على غزة ولبنان

واندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم لحركة حماس في السابع من أكتوبر 2023 تسبّب بمقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، حسب حصيلة تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية، بما يشمل مَن لقوا حتفهم أو قتِلوا في الأسر.

وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.

وتردّ إسرائيل مذّاك بقصف مدمّر وعمليات برّية في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 43،603 أشخاص، غالبيتهم مدنيون، وفقا لآخر أرقام وزارة الصحة في غزة.

وامتدت الحرب إلى لبنان بعدما فتح حزب الله جبهة ضد إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 دعما لحركة حماس.

ومنذ أواخر سبتمبر، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية وبدأت عمليات برية في لبنان، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود مع حزب الله المدعوم من إيران على خلفية حرب غزة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية